الملكة حتشبسوت وصراعها مع الملك تحتمس الثالث
كانت الملكة حتشبسوت شخصية مميزة فى التاريخ المصرى؛ وذلك لأنها حكمت مصر رغم كونها إمرأه، وعلى الرغم من أن علماء الاثار غير واثقين تماما من تاريخ حكمها إلا أنه يعتقد أن الملكة حتشبسوت حكمت مصر قرابة ال21 عاما.
وقد تمتعت حتشبسوت بفترة حكم ناجحه ومزدهره حققت فيها العديد من الإنجازات بمساعدة المهندس سنموت العظيم الذي شيد لها معبد الدير البحرى الرائع الذى سوف نلقى الضوء عليه الان في هذا الموضوع.
أصلها ونسبها
تنتمي حتشبسوت إلى عائلة ملكية خالصة، فهى ابنة الملك تحتمس الأول الذى لم نتأكد من نسبه، أو ليس لدينا دليل على أنه ينتمى إلى أصل ملكى، وربما لجأ إلى الزواج من الملكة "أحمس نبت تا" وذلك لإضفاء الشرعية على اعتلائه العرش؛ لأنها يجرى فى عروقها الدم الملكى.
ويتضح من الألقاب الملكيه للملكه أحمس أنها ابنة الملك "أحمس الأول" وأخت الملك "أمنحتب الأول"، وبذلك يعد الملك أحمس طارد الهكسوس من مصر هو الجد الأكبر للملكة حتشبسوت.
وقد أنجب الملك تحتمس الأول ولدين وهما: امون موسى و واج موسى، وابنتين هما: حتشبسوت والثانيه نفرو بيتي وقد توفى الثلاثة أبناء أثناء حكم والدهم فلم يبقى سوى حتشبسوت، كما رزق تحتمس الأول ابنا اخر من زوجة أخرى تدعى "موت نفرت" أطلق عليه اسم "تحتمس الثانى".
ويتضح من الألقاب الملكيه للملكه أحمس أنها ابنة الملك "أحمس الأول" وأخت الملك "أمنحتب الأول"، وبذلك يعد الملك أحمس طارد الهكسوس من مصر هو الجد الأكبر للملكة حتشبسوت.
وقد أنجب الملك تحتمس الأول ولدين وهما: امون موسى و واج موسى، وابنتين هما: حتشبسوت والثانيه نفرو بيتي وقد توفى الثلاثة أبناء أثناء حكم والدهم فلم يبقى سوى حتشبسوت، كما رزق تحتمس الأول ابنا اخر من زوجة أخرى تدعى "موت نفرت" أطلق عليه اسم "تحتمس الثانى".
توليها الحكم
طبقا للنظام المصرى القديم فإن العرش ينتقل إلى أكبر أبناء الملك من زوجته الرئيسية، ولذلك كان من المفترض أن تخلف حتشبسوت والدها الملك تحتمس الأول على عرش البلاد، لكن المصريون منذ فجر الحضارة لم يتقبلوا فكرة امرأه تحكمهم لذلك اضطر الملك تحتمس الأول أن يزوجها من أخيها تحتمس الثانى ليدعم شرعيتها فى اعتلاء العرش وليتجنب الاضطرابات بعد وفاته.
وقد تكررت نفس المشكله فى عهد تحتمس اثانى حيث لم ينجب من حتشبسوت سوى بنتين وهما: نفرو رع" و "مريت رع حتشبسوت" ولم ينجب منها وريثا ذكرا شرعيا للبلاد، وذلك فى الوقت الذى أنجب فيه ابن ذكر من زوجة ثانوية وهو "تحتمس الثالث" وعينه كوريث ليخلفه على عرش البلاد، ولكن لصغر سنه أصبحت حتشبسوت وصية عليه.
وقد تكررت نفس المشكله فى عهد تحتمس اثانى حيث لم ينجب من حتشبسوت سوى بنتين وهما: نفرو رع" و "مريت رع حتشبسوت" ولم ينجب منها وريثا ذكرا شرعيا للبلاد، وذلك فى الوقت الذى أنجب فيه ابن ذكر من زوجة ثانوية وهو "تحتمس الثالث" وعينه كوريث ليخلفه على عرش البلاد، ولكن لصغر سنه أصبحت حتشبسوت وصية عليه.
حتشبسوت وتحتمس الثالث
أراد تحتمس الثانى أن يتجنب طموح زوجته حتشبسوت فى اعتلاء عرش البلاد فلجأ إلى عدة طرق لتمهيد العرش بعد وفاته إلى ابنه تحتس الثالث وذلك بمساعدة مجموعة من كهنة الإله امون وهو ما تم بالفعل.
على أى حال فلقد أصبحت حتشبسوت هى التى تدير شئون البلاد بعد وفاة تحتمس الثانى وذلك بصفتها وصية على العرش؛ لأن تحتمس الثالث فى ذلك الوقت لم يبلغ عامه الحادى عشر، وبمرور الوقت أعلنت حتشبسوت نفسها ملكة شرعية على البلاد وكونت حلفا لها من كبار رجال الدوله والبلاط الملكى، وذلك لتأييد مطالبتها بعرش البلاد.
منذ ذلك الوقت وتحتمس الثالث يمقتها ويخبئ لها العداء والكراهية إلى أن ماتت حتشبسوت واختفت من مسرح الحياة المصرية وبمجرد اعتلاء تحتمس على عرش البلاد وقبض على مقاليد الحكم عمل على الإنتقام من أعداءه الذين كانوا يتبعون حتشبسوت، بل وعمل على الإنتقام من حتشبسوت نفسها فقام بتدمير تماثيلها وتهشيم آثارها ونقوشها في معبد الدير البحرى.
وعلى الرغم من الألم الذى سببته حتشبسوت لتحتمس الثالث من اغتصابها للعرش منه قرابة العشرين عام إلا أن العلماء يتفقون جميعا على أن فترة حكم حتشبسوت ونهضتها بالبلاد والأعمال التى حققتها فى هذه الفتره هى الأساس الذى بنى عليه تحتمس الثالث دولة عظيمة سيطرت على بلاد كثيرة وأخضعت العديد من الملوك والأمراء.
حتشبسوت ومعبد الدير البحرى
![]() |
معبد الدير البحرى للملكة حتشبسوت |
أشرف المهندس "سنموت" على بناء معبد الدير البحرى، وقد تأثر فيه بنظام الشرفات فى معبد الملك "منتوحتب" فبناه على ثلاث مسطحات كبيره ليصبح فريدا فى تخطيطه، كما امتزجت فيه العمارة الفريدة والطبيعة الجميلة على أكمل وجه بما يليق مع عظماء المهندسين أمثال سنموت.
أطلق على معبد الدير البحرى فى عهد حتشبسوت اسم "جسر جسرو آمون" أى قدس أقداس آمون، أما اسم الدير البحرى فيرجع إلى أن هذا المعبد استخدم كدير قبطى فى القرن السابع الميلادى.
أعجبت الملكة حتشبسوت كثيرا بهذا الطراز الفريد ووصفته بأنه فردوس آمون ووصفت مسطحاته بأنه أشجار المر فى موطن الآلهة.
كان يتقدم هذا المعبد معبد صغير يتكون من مسطحين وذلك لاستقبال الوافدين يخرج من هذا المعبد طريق يتقدمه على الجانبين أكثر من مائة تمثال من الحجر الرملى تمثل الملكة فى هيئة أبو الهول ولكنها تهدمت مع مرور الزمن.
كان يوجد فى الفناء الأمامى لهذا المعبد أشجار مختلفة أتت بها الملكة من بلاد بونت بالإضافة إلى حوضين للمياه، كما كان يحتوى المعبد على العديد من المناظر والنقوش الجميلة التى تصور صيد الطيور، كما تصور بعثات الملكة إلى بلاد بونت للتجاره وعودة هذه البعثات بالخيرات الكثيرة.
وكما سبق القول فقد تعرضت أغلب مناظر هذا المعبد للتدمير على يد الملك تحتمس الثالث؛ حيث قام بمحو اسم حتشبسوت وتهشيم معظم صورها وتدمير معظم تماثيلها، كما قام الملك "أخناتون" بعد ذلك بمحو صور الآلهة من المعبد وخاصة الاله آمون.
أهم أعمال حتشبسوت
يمكن تلخيص أهم أعمال الملكة حتشبسوت فى العديد من النقاط:
1-بناء معبد الدير البحرى الذى سبق وتحدثنا عنه بأنه أفضل ما شيد من عمائر وما من أحد يشاهده إلا ويشعر بالفخامه والعظمه فى نفسه.
2-إرسال حملة تجارية إلى بلاد بونت حيث كانت مصر تستورد منها منتجات كثيره وفى المقابل تصدر لهم مصر الخرز والأساور والخناجر والصناديق المصنوعة من الخشب وغير ذلك.
وكانت هذه الحملة عباره عن خمس سفن شراعية كبيرة؛ بالإضافة إلى أنها كانت تسير بالمجاديف، وقد وضعت حتشبسوت على رأس هذه الحملة رئيس الخزانة ويدعى "نحسى".
![]() |
عودة حملة حتشبسوت من بلاد بونت |
وقد عادت هذه الحملة بسلام محملة بأشجار البخور والأشجار العطرية وأشجار العاج والأبنوس والحيوانات المختلفة منها القرود والنسانيس والزرافات ونوعين من الفهود ونوعين من الثيران، وقد صورت هذه الحملة بالكامل على جدران معبد الدير البحرى.
3-إقامة مسلتين فى معبد الكرنك على أنه غير معلوم موقعهما حتي الان، ولم يبق منهما إلا واحدة محفوظة الان فى المتحف المصرى، وقد نقلت لنا نقوش معبد الدير البحرى مناظر نقل المسلتين بعد قطعهما من أسوان، ولكن جزء كبير من هذه النقوش مهشم.
مومياء حتشبسوت
![]() |
مومياء الملكة حتشبسوت |
لم يتم حتى الآن التعرف على الأسباب التى أدت إلى وفاة حتشبسوت ولم يتم التعرف على موميائها حتى عام 1903 حيث عثر عالم الآثار هوارد كارتر على مومياء لإمرأة مجهولة اعتقد أنها "إنيت" مربية حتشبسوت فى طفولتها، وكانت هذه المومياء لسيدة بدينة فى منتصف العمر لديها أسنان بالية وشعر يميل إلى الحمرة.
وقد تم تحنيطها وذراعاها متقابلتان على جسدها فى وضع الملوك، وقد ثبت مؤخرا أنها مومياء حتشبسوت.
تعليقات
إرسال تعليق