المهندس العظيم سنموت وأعماله وعلاقته بالملكة حتشبسوت

القائمة الرئيسية

الصفحات

المهندس العظيم سنموت وأعماله وعلاقته بالملكة حتشبسوت

المهندس العظيم سنموت وأعماله وعلاقته بالملكة حتشبسوت

المهندس العظيم سنموت وأعماله وعلاقته بالملكة حتشبسوت
سنموت ونفرو رع

كان سنموت كاهناً بسيطاً في عهد الملك "تحتمس الأول"، كما تولي مهام إدارة معابد آمون في طيبة، وكان سنموت أحد أشهر المهندسين الذين خدموا في ظل حكم الملكة الشهيرة حتشبسوت، وتمكن ببراعة أن يستحوذ علي عقل الملكة والتي وكلت له بناء معبدها الشهير بالدير البحري والذي كان آية في الجمال، كما أنها جعلته المربي الأول لإبنتها نفرو رع.

نشأة سنموت

نشأ سنموت في أسرة بسيطة الحال لم تكن من أصحاب المكانة الإجتماعية كان والده يدعي "رعموس" ووالدته "حات نوفر" وقد تم اكتشاف قبرهما عام 1936 علي يد العالمين "لانسج" و"هايس".
وكان لدي سنموت ثلاثة أخوة لم يتولي واحد منهم مكانة عالية في الدولة؛ باستثناء "سن من" الذي عينه أخوه سنموت مساعداً لإدارة شئون الأميرات، أما أخوه الثاني "أمنحتب" فكان كاهناً بسيطاً لسفينة آمون المقدسة، والأخير "با إري" كان مشرفاً علي الماشية.
وقد كان لسنموت زوجتين إحداهما تسمي "نفرت حور" وللأسف لم يرزق سنموت بأولاد؛ لذلك قام في أواخر أيامه بتوصية أخيه "أمنحتب" للقيام بأداء الشعائر الجنائزية علي روحه والتي كان من المفترض أن يقوم بها الابن الأكبر حسب التقاليد المصرية القديمة.

سنموت وحتشبسوت 

كانت حتشبسوت تفكر منذ تولية تحتمس الثالث عرش البلاد أن تعمل علي تكوين حزب يضم بين أعضائه رجال الدولة المخلصين من أبناء جيلها لتستعين بهم في قضاء حوائجها وحتي يكونوا بمثابة مجلس استشاري لحتشبسوت يساعدها علي تولي الحكم، وأول من وقع عليه اختيارها هو سنموت الملقب ب"مدير بيت الإله آمون" وكان شاباً نشيطاً ورعاً طموحاً.
وقد رأي سنموت أن الفرصة قد سنحت له ليكون مجداً عظيماً خالداً فيقول سنموت: "لقد كنت منذ هذه اللحظة التي اختارتني فيها حتشبسوت اعمل علي اكتساب محبة الملكة التي كانت تمسك بيديها علي أقدار البلاد وإدارتها.."
وقد تعلقت حتشبسوت بسنموت منذ أن وقع بصرها عليه، ووحدت روحها بروحه، وعندما أصبحت حتشبسوت وصية علي العرش بدأ نجم سنموت يسطع في الأفق إلي أن أسندت له حتشبسوت العديد من المناصب الهامة.

مهام سنموت

بدأ سنموت حياته في إدارة ضياع الإله أمون بمعبد الكرنك، وقد كان يعرف ب"مدير بيت الإله آمون"، وقد كان المشرف علي المخازن والغلال والحقول والحدائق والماشية والعبيد ومراقب قاعة الإله آمون.
كما جعلته حتشبسوت المربي الأول لإبنتها "نفرو رع" كما جعلته مدير لأملاكها وأملاك ابنتيها "نفرو رع" و "مريت رع حتشبسوت" بالإضافه إلي أنها منحته أكثر من 80 لقباً ملكياً، وبإسنادها كل هذه الوظائف والألقاب إليه أصبح شريكاً فعلياً معها في حكم البلاد.
المهندس العظيم سنموت وأعماله وعلاقته بالملكة حتشبسوت
سنموت يحتضن الأميرة نفرو رع

أما بالنسبة للإدارة الملكية فقد أصبح تحت إدارته كل ثروة البيت الحاكم، والمشرف الأول والأكبر لكل أملاك الملكة حتشبسوت، كما كان المسيطر علي عبيد الملكة والأسلحة وقصر التاج الأحمر.
كما أشرف سنموت علي نقل مسلتين كبيرتين للملكة حتشبسوت من محاجر أسوان إلي معبد الكرنك، ومناظر نقل المسلتين منقوشة علي جدران معبد الدير البحري.

معبد الدير البحري

كما أسند إلي سنموت الإشراف علي بناء معبد الدير البحري وقد تأثر فيه بنظام الشرفات في معبد الملك "منتوحتب الثاني" فبناه علي ثلاث مسطحات كبيرة ليصبح هذا المعبد فريداً في تخطيطه عن كل المعابد الأخري.
المهندس العظيم سنموت وأعماله وعلاقته بالملكة حتشبسوت
معبد الدير البحري

وصف المعبد
كان يوجد معبد للوادي يبدأ منه الطريق الصاعد إلا أنه مهشم تماماً، وعلي جانبي الطريق الصاعد كان يوجد تماثيل للملكة علي هيئة "أبو الهول" وينتهي الطريق إلي البوابة التي تحطمت الآن.

المسطح الأول

كانت توجد أشجار مختلفة من التي أتت بها الملكة من بلاد بونت بالإضافة إلي حوضان للمياه، كما كان يوجد تمثال لحتشبسوت بارتفاع 7 أمتار، كما توجد مناظر لصيد الطيور المائية وصور نقل المسلتين اللذين تحدثنا عنهم سابقاً، وتم نقلهما علي سفينة ضخمة تسحبها سفن أخري من أسوان إلي الكرنك.

المسطح الثاني

يوجد في المسطح الثاني أربعة مقاصير صغيرة ربما كان فيها تماثيل للملكة، وتوجد أيضاً مناظر الولادة المقدسة للملكة حتشبسوت التي ادعت فيها أنها ابنة الإله آمون حتي تكتسب شرعية في حكمها، وتوجد مناظر تتويج حتشبسوت علي عرش البلاد باعتبارها وريثة آمون من صلبه، ويلاحظ أنها تشبهت بالرجال فارتدت ملابس الرجال واستعملت اللحية المستعارة.
كما نجد أيضاً في هذا المسطح مناظر بعثة بلاد بونت الشهيرة وتصور المناظر الرحلة منذ بدايتها حيث إبحار البعثة بقيادة القائد "نحسي" إلي بونت وتصوير أشجار بونت وبحرها الملئ بالأسماك وماشيتها، ثم تصور المناظر عودة الرحلة بالخيرات الكثيرة من أشجار وحيوانات وبخور وشتلات عطرية.

المسطح الثالث 

نصل إلي المسطح الثالث والذي يوجد فيه قدس الأقداس للإله آمون والذي حدث فيه تطوير كبير في العصور التالية، بالإضافة إلي حجرات جانبية كانت توضع فيها مستلزمات الطقوس المختلفة.
وقد كان السبب الأكبر والوحيد في تولي سنموت كل هذه المناصبذبما فيها المناصب الشرفية إعجاب حتشبسوت الشديد بشخصيته وحذاقته، وقد تطورت العلاقة بينهما كثيراً إلي الحد الذي جعل الكثيرون يختلقون قصصاً وأحاديث كثيرة أغلبها مكذوب وغير صحيح.

مقبرة سنموت 

أقام سنموت لنفسه مقبرتين أحدهما مقبرة ضخمة في جبانة شيخ عبدالقرنة، وعثر في هذه المقبرة علي تمثال له وهو ممسك بالأميرة "نفرو رع" موجود الآن بمتحف برلين، وتمثالين آخرين مثل هذا التمثال موجودين بالمتحف البريطاني، وقد ذكر علي هذه التماثيل أنها كانت هدية ملكية.
وكانت معظم أعمل سنموت العظيمة مدونة علي هذه التماثيل حيث قال عن نفسه: "لقد كنت أعظم العظماء في هذه الأرض، وكنت أمين علي أسرار الملكة محباً للصدق، وكنت إنساناً يصغي إليه القضاة وكنت رجلاً شريفاً وكنت أدخل السرور علي قلب الفرعون، وكنت أدير شئون النيل وشئون الأرضين وما يجني من الشمال والجنوب كان تحت تصرفي، وكنت أطلع علي كتب الكهنة.."
المهندس العظيم سنموت وأعماله وعلاقته بالملكة حتشبسوت
حجر من الاستراكون عليه نقش سنموت
أما المقبرة الثانية فكانت بجانب معبد الدير البحري ليخفيها عن أنظار اللصوص إلا أنه لم يدفن فيها، ويتم الوصول إليها عن طريق درج يبلغ طوله أكثر من مائة متر، وفي مدخل هذا القبر يوجد عتب منقوش عليه اسم الحاكم والأمير بالإضافة إلي سنموت وبعض أعماله العظيمة والنبيلة.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات