لغز اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وكشف أسرارها ومقتنياتها

القائمة الرئيسية

الصفحات

لغز اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وكشف أسرارها ومقتنياتها

لغز اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وكشف أسرارها ومقتنياتها
مقبرة توت عنخ آمون

لغز اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وكشف أسرارها ومقتنياتها

تعد مقبرة توت عنخ آمون والتي تعرف أيضاً بالمقبرة رقم 62 حسب ترتيبها الرقمي من أهم المقابر التي اكتشفت في مصر بل والعالم أيضاً وذلك لما لها من أهمية كبيرة، حيث أنها عثر عليها كاملة بدون سرقة أيا من مقتنياتها الأثرية علي عكس باقي المقابر في الدولة القديمة والحديثة.
تقع مقبرة توت عنخ آمون في الأقصر علي الضفة الغربية لنهر النيل، وقد عثر عليها العالم هوارد كارتر في الرابع من نوفمبر عام 1922 بعد العديد من المحاولات التي باءت بالفشل في أغلب الأحيان حتي تمكن في النهاية من الوصول إلي هذا الكشف الأثري العظيم.

اكتشاف المقبرة 

قبل الخوض في تفاصيل اكتشاف المقبرة دعونا أولاً نستعرض الأسباب والأدلة التي دفعت العالم كارتر إلي الإصرار علي الحفر وفي النهاية العثور علي هذا الكشف الهائل.
في شتاء عام 1906 اكتشف العالم ثيودور ديفيز _الذي كان يباشر أعمال الحفر في وادي الملوك في ذلك الوقت_ علي مقربة من مقبرة رمسيس السادس إناء من الفخار مطليا بدهان أزرق يحمل اسم توت عنخ آمون.
في السنة التالية عثر المنقبون علي صندوقاً خشبيا صغيرا مكسورا يحتوي علي عدة صفائح ذهبية عليها نقوش بارزة تمثل توت عنخ آمون وزوجته عنخ إسن آمون والوزير آي.
بعد بضعة أيام عثر في بئر مجاورة علي عدد من الأواني الفخارية المختلفة الأشكال والأحجام وبعض القدور بالإضافة إلي وعاء ملفوف منقوش عليه تاريخ العام السادس من عهد توت عنخ آمون، وأكياس تحتوي علي أتربة وهي في الغالب من بقايا عمليات التحنيط وتكفين المومياء وغير ذلك من أدوات التحنيط.
هنا اقتنع ديفيز ومعاونوه أنهم عثروا علي مخلفات مقبرة توت عنخ آمون وأن مقبرته قد نهبت كما نهب غيرها من القبور، وقد ختم مقدمة الكتاب الذي يتحدث عن حفائره الأخيرة بالعبارة التالية: "أخشي أن يكون وادي الملوك قد استنفذ الآن" i fear that the valley of the kings is now exhausted.
أما كارتر فقد كان له رأي آخر فقد دفعته هذه الدلالات إلي الشروع في البحث مرة أخرى، فقام بتمويل من اللورد "كارنرفون" وهو أحد النبلاء الإنجليز بالتنقيب في ذلك المكان الذي عمل فيه ديفيز من قبل وفي البداية لم تسفر الحفائر عن شئ لذلك قرر كارنرفون بإيقاف تمويل المشروع لكن كارتر قام بإقناعه للعودة إلي الحفر مرة أخرى، فقام بتجميع العمال مرة أخرى وتسجيل أسمائهم وذلك في أوائل نوفمبر وبدأ الحفر بين مقبرتي رمسيس السادس ورمسيس التاسع وبالتحديد أسفل مقبرة رمسيس السادس.
في اليوم التالي عثر العمال علي عدد من الأكواخ البدائية والتي كانت مساكن العمال الذين عملوا في حفر مقبرة رمسيس السادس والتي أمر كارتر بإزالتهم لاستكشاف الأرض الموجودة أسفلهم.
وفي صباح يوم الرابع من نوفمبر 1922 تم اكتشاف درجة سلم منحوتة في الأرض تحت مكان أول كوخ تم إزالته علي عمق 13 قدم أسفل مقبرة رمسيس السادس، ومع مرور الوقت تمكن العمال من إزالة الرواسب الطينية وإظهار بقايا درجات السلم وعددها 16 درجة ليظهر أخيراً باب مختوم بختم عليه شكل أنوبيس والأقواس التسعة وهو ختم القبور الملكية.
ومن الختم استنتج كارتر شيئين مهمين أن الختم الملكي كان دليلاً على أن المقبرة شيدت لشخص ذو مكانة عالية، والشئ الثاني أنه بوجود الأكواخ فوق المقبرة كان دليلاً على أنها لم تفتح منذ لحظة الدفن وبالتالي لم تمسها أيدى اللصوص.
قام كارتر بإعادة ردم السلم بالرديم مرة أخرى في انتظار قدوم اللورد كارنرفون والذي وصل في يوم 23 نوفمبر 1922 هو وابنته "ليدي إيفيلين"، وقادهم إلي داخل المقبرة وأثناء تجولهم بالداخل عثروا علي مدخل آخر مختوم فقام كارتر بكسر جزء منه وأدخل شمعة.
يقول كارتر موثقا هذه اللحظة "في البداية لم أستطع رؤية شئ من الظلام الخافت، ثم أحسست هواء دافئ قادم من الداخل مما جعل ضوء الشمعة يتمايل، ثم تمكنت من رؤية أشياء تشع بريقاً يلمع في الظلام فأصابني الذهول والسكون فسألني اللورد كارنرفون "ماذا تري؟!"، فأجبت "أري أشياء رائعة".
لغز اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وكشف أسرارها ومقتنياتها
كارتر أثناء معاينة تابوت الملك


تخطيط المقبرة

لغز اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وكشف أسرارها ومقتنياتها
تخطيط المقبرة

يبدأ مدخل المقبرة بسلالم تتكون من 16 درجة، ومن السلالم إلي ممر ضيق صغير أشبه بالدهليز طوله 8 أمتار ومنه إلي حجرة أمامية يتفرح منها ناحية الشمال حجرتين هما حجرة التابوت وحجرة الكنوز بالإضافة إلى حجرة أخرى صغيرة في اتجاه الغرب.
عثر في المقبرة علي ما يقرب من 4 آلاف قطعة أثرية تعكس الحياة الملكية داخل القصر الملكي منها أدوات للزينة وكراسي ذهبية وتماثيل من المرمر وأوعية وكؤوس ذهبية وأدوات حربية وعجلات ومواد للتزيين من بخور وعطور وملابس وأواني من الألباستر لحفظ الدهون والزيوت والعطور، ومعظم هذه المقتنيات محفوظ في المتحف المصري في قاعة الملك توت عنخ آمون في الدور العلوي بالإضافة إلى جزء منها في متحف الأقصر.
كما تعكس هذه الكنوز الحياة السياسية المضطربة التي مرت بها البلاد في عهد أخناتون والصراع السياسي والديني بين كهنة الإله آمون؛ حيث عثر علي آثار تحمل اسم توت عنخ آمون وأخري تحمل اسم توت عنخ آتون.

محتويات المقبرة 

احتوت مقبرة توت عنخ آمون علي العديد من الكنوز الرائعة التي يطول شرحها ووصف جمالها ولذلك سنستعرض هنا أهم هذه الكنوز دون الخوض في تفاصيل دقيقة.
من أهم الكنوز التي عثر عليها داخل المقبرة كرسي مطعم بالذهب والعاج والذي يمثل توت عنخ آمون جالساً وزوجته عنخ إسن آمون تضع القلادة حول عنقه، ويظهر فوقهما قرص الشمس تمتد منه أشعة الشمس علي شكل أيدي والذي يمثل الإله آتون، ومكتوب اسم الملك توت عنخ آتون وزوجته عنخ إسن آتون مما يدل علي التأثير الذي تركته أخناتون وفترة الصراع الديني.
العثور علي صندوق من الخشب يحتوي علي صور خارجية ملونة سطحه الخارجي مغطى بالجبس ومصمم عليه العديد من الصور الزاهية الألوان من مناظر للصيد ومعارك حربية بالإضافة إلى منظر لأسد يطأ أعداؤه بالقدم، كما كان يوجد بداخله العديد من النعال التي صنعت من الذهب والخرز والتي كانت تخص الملك توت عنخ آمون.
لغز اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وكشف أسرارها ومقتنياتها
كرسي الملك توت عنخ آمون

العثور علي ثلاث أريكات كبيرة الحجم ذات أضلاع علي شكل حيوانات لم نري مثلها من قبل واحدة علي هيئة أسد والثانية علي هيئة بقرة نسبة إلي الإلهة "حتحور" والثالثة تمساح مدمج مع فرس النهر نسبة إلي المعبود "تا ورت".
لغز اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وكشف أسرارها ومقتنياتها
حجرة الأريكات والمعدات الحربية

العثور علي العديد من الأواني والأختام الذهبية وعصيان السير بمقبض علي شكل أسري حروب وصولجانات ومقاصير مصنوعة من الخشب، وقفازات وأقواس كانت تخص الملك ومقاعد بلا ظهر من الخشب الأحمر المطعم بالعاج والأبنوس، كما عثر علي العديد من الجعارين المصنوعة من الذهب والزجاج واللازورد، بالإضافة إلى العثور علي قلادات ذهبية وصناديق فائقة الجمال احتوت بداخلها على العديد من الكنوز.

حجرة الدفن 

تميزت حجرة الدفن بالنقوض الرائعة التي كانت تغطي الجدران والتي كانت تمثل الملك في الهيئة الأوزيرية وهو في حضرة الآلهة بالإضافة إلي القرود المهللة التي كانت ترمز إلي إله الشمس رع.
كما عثر في حجرة دفن الملك علي ثلاث توابيت متداخلة يقبع بداخلها قناع الملك ومومياؤه وكانت هذه التوابيت مرتبة كالتالي
التابوت الخارجي
صنع هذا التابوت من الخشب المطعم بالذهب وكان يتخذ هيئة الملك في وضعية الإله أوزوريس حيث اليدان متقاطعتان علي الصدر ويبلغ طول التابوت 222سم وعرضه 84سم وارتفاعه 105سم، وهذا التابوت موجود في المقبرة منذ لحظة اكتشافها عام 1922 وحتي عام 2019 حيث تم نقله إلي المتحف المصري الكبير لإخضاعه لعمليات ترميم بعدما تعرض لعوامل تلف خارجية من شروخ وسقوط طبقاته الخارجية في المقبرة علي مر السنين، وتتم حاليا عمليات ترميمه وذلك لعرضه مع مجموعة توت عنخ آمون عند افتتاح المتحف.
لغز اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وكشف أسرارها ومقتنياتها
التابوت الخارجي 

التابوت الأوسط 
عثر عليه بداخل التابوت الخارجي وهو مصنوع من الخشب المطعم بالذهب والزجاج الملون ويعرض الآن في المتحف المصري بالتحرير.
التابوت الداخلي
عثر عليه بداخل التابوت الأوسط ويبلغ وزن هذا التابوت حوالي 115 كجم من الذهب الخالص ويتخذ شكل المومياء ويعرض الآن في المتحف المصري بالتحرير، وكان يحوي بداخله القناع الشهير للملك والذي يبلغ وزنه 11 كجم من الذهب الخالص وخلف القناع مباشرة توجد مومياء الملك.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات