أسرار خفية حول حياة الملكة كليوباترا وحقيقة انتحارها

القائمة الرئيسية

الصفحات

أسرار خفية حول حياة الملكة كليوباترا وحقيقة انتحارها

كليوباترا السابعة

قصة حياة الملكة كليوباترا وحقيقة موتها بالسم
تمثال نصفي للملكة كليوباترا

كانت كليوباترا ملكة عظيمة وقائدة حكيمة تولت قيادة مصر في فترة عصيبة من فترات التاريخ المصري، كما ساعدتها مفاتنها وجمالها علي ارتقاء مراتب ومناصب عظيمة حتي وصفها بعض المؤرخين بأنها كانت أجمل نساء العالم.

حكم كليوباترا

توفي بطلميوس الثاني عشر وترك ابنتين هما "كليوباترا" التي كانت تبلغ من العمر 18 عاماً "وأرسينوي" 14 عاماً، وولدين هما "بطلميوس الثالث عشر" الذي يبلغ من العمر عشرة أعوام، و"بطلميوس الرابع عشر" الذي يبلغ الثامنة من عمره، وأوصي بطلميوس الثاني عشر أن يخلفه علي العرش أكبر ولديه وهما (بطلميوس الثالث عشر وكليوباترا السابعة) علي أن يتزوجا ويحكما سوياً.
اتهمت كليوباترا من قبل مستشاري بطلميوس الثالث عشر بأنها تحاول اغتصاب العرش من أخيها فثار عليها الشعب مما اضطرها إلي الهرب إلي سوريا وتكوين جيش لمحاربة أخيها وأتباعه فجمع أخوها جيشاً هو الآخر لصد جيشها.

وبينما الجيشان يستعدان المعركة وصلت إلي الشواطئ المصرية السفينة التي علي متنها "بومبي" وأسرته الذي فر هارباً من حربه ضد قيصر وطلب أن ينزل في ضيافة الملك؛ إلا أن بطلميوس أمر بقتله تقرباً إلي قيصر الذي كان يتعقبه إلي مصر.
قصة حياة الملكة كليوباترا وحقيقة موتها بالسم
تمثال كليوباترا


كليوباترا ويوليوس قيصر

عندما وصل قيصر إلي الإسكندرية عام 48 ق.م أرسل له رجال البلاط رأس بومبي وخاتمه ويقال أن عيني قيصر دمعت حينما رأي رأس بومبي.
وقد حاول قيصر أن يصلح بين الأخوين حسب وصية أبيهما بطلميوس الثاني عشر، فأمر الملك والملكة بتسريح جيوشهما والحضور إلي الإسكندرية للفصل بينهما، وقد مثل الملك أمام قيصر لكن كيف تدخل كليوباترا وتغامر بحياتها وسط الجيوش؟! ، فتوصلت إلي حيلة ذكية حيث لفت نفسها في سجادة وأمرت خادمها أن يحملها إلي داخل القصر، وعندما رآها قيصر فتنته وسحرته بجمالها.
وما أن رأي بطلميوس الثالث عشر أخته حتي غضب غضباً شديداً وخرج من القصر وهو يصرخ "إنها الخيانة.." مما أثار غضب الجماهير وحاصروا القصر فاضطر قيصر إلي الظهور ووعدهم بعقد اجتماع للشعب وبالفعل تجمع الشعب بعد بضعة أيام في الجمنازيوم وقرأ عليهم قيصر وصية بطلميوس الثاني عشر التي تقضي بحكم كليوباترا وأخيها وأن ترعي روما تنفيذ هذه الوصية، ولكي يهدأ المصريون من ثورتهم وعدهم بإعادة قبرص إلي مصر.

حرب الإسكندرية واغتيال قيصر

بينما كان قيصر في مصر في ذلك الوقت تمرد أتباع بطلميوس الثالث عشر وشنوا حرب ضد قيصر وتحصن هو الآخر في القصور الملكية، وقام بطلميوس بمحاربة الرومان واعتراض طريق الامدادات لكن تصدي له قيصر واستطاع الإتصال بقواته وقيادتها ومحاربة الجيش البطلمي وبمرور الوقت تحولت إلي مذبحة، وقد غرق بطلميوس الثالث عشر وهو يحاول الهرب.
عاد قيصر إلي الإسكندرية منتصراً واستسلم السكندريون وقبل قيصر استسلامهم وعفا عنهم، وأقام علي عرش مصر كليوباترا السابعة وأخيها الأصغر بطلميوس الرابع عشر، وقبل أن يغادر مصر أنجبت له كليوباترا ابنها قيصرون عام 47 ق.م في الوقت الذي كانت فيه زوجة شرعية لأخيها بطلميوس الرابع عشر.
أطلق السكندريون علي ابنها لقب قيصرون تصغيراً لقيصر واشترك معها في الحكم وحمل لقب بطلميوس الخامس عشر، وحاولت أن تضفي عليه صفة الشرعية أمام المصريين فسجلت علي جدران معبد أرمنت أنها أنجبته من آمون رع بعد أن تجسد لها في صورة القيصر.
قصة حياة الملكة كليوباترا وحقيقة موتها بالسم
الملكة كليوباترا وابنها قيصرون

ذهبت كليوباترا إلي روما بناءً علي دعوة من قيصر ومعها ابنها قيصروم وأخيها بطلميوس الرابع عشر الذي لاقي حتفه فيما بعد، وفي تلك الأثناء كان قيصر يستعد لحربه ضد البارثيين اغتيل قبل خروجه علي يد بروتس وكاسيوس ولذلك خافت كليوباترا علي ابنها وعادت مرة أخري إلي الإسكندرية.

كليوباترا تتشبه بالآلهة

عقب عودة كليوباترا من روما دار نزاع بين ورثة قيصر وقتلته في تلك الفترة حاولت كليوباترا التقرب من المصريين فتشبهت بالربة إيزيس وأعلنت أنها من سلالة الأرباب المصرية وذلك أملاً في توحيد المصريين وكسبهم في صفها.

كليوباترا وماركوس أنطونيوس 

بعد مقتل قيصر تم تقسيم الإمبراطورية الرومانية بين أوكتافيوس وماركوس أنطونيوس فحصل أوكتافيوس علي النصف الغربي وحصل الأخير علي النصف الشرقي من الإمبراطورية، بعد ذلك سافر أنطونيوس إلي مقر الحكم الروماني في الشرق وبالتحديد "إفسوس" في آسيا الصغري وهناك طلب من جميع حكام الشرق القدوم إليه وأداء فروض الولاء، لكن كليوباترا رفضت المجئ فأرسل إليها مرة أخري للقدوم إلي "كليكيا" فذهبت إليه في موكب يليق بملكة ويقال أنه وقع في أسرها بمجرد أن رآها وقبل عذرها وهو مغمض العينين.
بعد ذلك عادت كليوباترا إلي الإسكندرية ولحق بها انطونيوس عام 40 ق.م وعاش معها فترة غير شرعية واضطر بعد ذلك إلي الذهاب بعدما علم أن الفرس انقضوا علي ممتلكات الإمبراطورية في آسيا الصغري والشام واستولوا علي سوريا وفينيقيا فغادر مصر ولم يعد إليها إلا بعد أربع سنوات.
في نفس الوقت أغار أوكتافيوس علي بعض ممتلكات أنطونيوس وقتل أخيه وتم عقد صلح بين الطرفين سمي صلح "برنديزي" في سبتمبر عام 40 ق.م ولتوثيق هذا الصلح تزوج ماركوس أنطونيوس من أوكتافيا أخت أوكتافيوس.
في نفس الوقت أنجبت كليوباترا من أنطونيوس توأم  "ألكسندر هيليوس" و "كليوباترا سيلني"، ووضعت له أوكتافيا ابنة أطلق عليها اسم "أنطونيا" وبقي مع كليوباترا عامين في أثينا بعد ذلك غادر إلي سوريا حتي وصل أنطاكية، وبمجرد وصوله أرسل إلي كليوباترا وتزوجها في عام 37 ق.م واعترف بالتوأم، وبذلك أصبحت كليوباترا في نظر الشرقيين زوجة أنطونيوس الشرعية بينما الرومان اعتبروا أن اوكتافيا هي زوجته الشرعية.
ويقال أن كليوباترا طلبت من انطونيوس أن تكون هدية زواجها إعادة بناء الإمبراطورية البطلمية، فأعطاها كليكيا وقبرص وفلسطين وفينيقيا، فأنجبت له ولداً في عام 36 ق.م وأطلقت عليه اسم بطلميوس فيلادلفوس تخليداً لذكري استعادة امبراطورية هذا الملك.
خرج انطونيوس في حملة ضد الفرس جمع فيها جيشاً كبيراً وانضمت إليه كليوباترا ولكنها تركته عند نهر الفرات وعادت إلي الإسكندرية، وفشلت هذه الحملة وخسر فيها حوالي ثمانية آلاف من جنوده، وخرج معها في حرب أخري ضد أرمينيا عام 30 ق.م وعندما وصل إلي الشام أرسل إليه أوكتافيوس أخته ومعها 2000 جندي فقبل انطونيوس الهدية، ولما رأت كليوباترا أوكتافيا ادعت المرض حتي تفرق شملهما وعاد أنطونيوس مع كليوباترا إلي الإسكندرية محملاً بالغنائم والأسري بعد أن أخضع ارمينيا.
أقيم موكب كبير في الإسكندرية ونصب عرشان مرتفعان جلس عليهما كليوباترا وانطونيوس، بينما جلس أبناء كليوباترا علي عروش صغري، وأعلن انطونيوس أن كليوباترا ملكة الملوك وابنها قيصرون سيحكمان مصر وقبرص، وأعلن ألكسندر هيليوس ملكاً علي أرمينيا وميديا، وبطلميوس فيلادلفوس ملكاً علي سوريا وفينيقيا وكليكيا، وكليوباترا سيليني ملكة علي برقة، وتخليداً لذكري هذا الاحتفال العظيم سك انطونيوس عملة نقش علي أحد وجهيها رأسه وصورة تمثل أرمينيا المقهورة، وعلي الوجه الآخر رأس كليوباترا مصحوباً بنقش "ملكة الملوك وملكة أولادها الذين هم ملوك".
وقد أرسل أنطونيوس في عام 33 ق.م هذه التعديلات التي أجراها في الشرق إلي روما علي أن تعرض علي مجلس الشيوخ ليأخذ عليها الموافقة علي أن أصحاب هذه الممتلكات أصبحوا حلفاء للشعب الروماني، لكن الشعب الروماني كان ساخطاً علي هذه التعديلات، واتهمه اوكتافيوس بأنه اغتصب أملاك روما وقدمها لإمرأة أجنبية.
وأخذ كل من انطونيوس واوكتافيوس يتراشقان الإتهامات بينهم، وطلبت كليوباترا من أنطونيوس تطليق اوكتافيا؛ حيث أن طلاقها يعطي الفرصة لكليوباترا أن تصبح زوجة شرعية، وقد استجاب لطلبها مما دعا اوكتافيوس إلي إعلان الحرب وتمكن من أن يحشد الرأي العام ضدهما.

موقعة أكتيوم

أصبحت الحرب بين أنطونيوس واوكتافيوس حرب بين الشرق والغرب، وقد استقر جيش أنطونيوس في بلاد اليونان علي الساحل الغربي لبلاد الإغريق عند إبيروس، في حين أرسل اوكتافيوس جزء من أسطوله بقيادة أجريبا إلي الساحل الجنوبي لبلاد الإغريق عام 31 ق.م وقد استطاع أجريبا أن يستولي علي بعض سفن الإمدادات القادمة من مصر والشام وآسيا الصغري فاضطر انطونيوس إلي توجيه جل اهتمامه إلي هذه المنطقة، وفي ذلك الوقت زحف أوكتافيوس من برنديزي إلي إبيروس ومنها إلي أكتيوم التي وصلها قبل أنطونيوس وحاصر مدخل الخليج.
قصة حياة الملكة كليوباترا وحقيقة موتها بالسم
رسم تصويري لموقعة أكتيوم البحرية

استطاع أوكتافيوس أن يجمع جيشا يتألف من 80 ألف جندي من المشاة، و12 ألف من الفرسان، وأسطول يتكون من 400 سفينة؛ أما انطونيوس وكليوباترا فقد جمعا جيشاً يتكون من 75 ألف جندي من المشاة، 12 ألف من الفرسان وأسطول يتكون من ما يزيد عن 500 سفينة، أي أن جيش انطونيوس كان يتفوق في القوة البحرية.
قرر انطونيوس عقد مجلس حرب لعمل خطة وبناءً عليه قرر أن يبحر بأكبر جانب من أسطوله إلي الإسكندرية وأمر جناحه الأيسر بالتقدم والهجوم علي جناح أوكتافيوس الأيمن، وقد رأي أوكتافيوس أن الفرصة سانحة لسحب جزء من الأسطول فتظاهر بالتراجع أمام أسطول أنطونيوس، في حين أمر جناحي أسطوله الآخرين بالالتفاف وتطويق سفن أنطونيوس، فقام انطونيوس بمد خطوط جناحه الأيمن لإحباط حركة التطويق وأدي ذلك إلي اشتباكه مع أسطول أوكتافيوس رغم أنفه.
استمرت المعركة مدة طويلة، ولما رأت كليوباترا أن المعركة سوف تنتهي في غير صالحها انتهزت فرصة وجود ثغرة في المعركة وفرت هاربة إلي مصر ولحق بها انطونيوس، ولما انتهت الحرب البحرية لصالح أوكتافيوس طلب من جيش انطونيوس أن يلقي أسلحته ودامت المفاوضات بين الجيشين 7 أيام استسلم الجيش بعدها عندما تأكد من هروب انطونيوس وكليوباترا وقائد الجيش.

أسباب هزيمة أنطونيوس وكليوباترا في موقعة أكتيوم

1_ الدعاية السياسية التي قام بها أوكتافيوس؛ حيث نجح في تأليب الرأي العام في روما ضد كليوباترا وانطونيوس بعد أن أطلق شائعة أن انطونيوس ينوي وضع حكم الشرق تحت قدم إمرأة أجنبية.
2_ اصطحاب انطونيوس لكليوباترا معه في المعركة وتدخلها الفعلي أحياناً في المعركة، مما أدي إلي انسحاب بعض القادة من جيش أنطونيوس ظناَ منهم أنهم يحاربون تحت قيادة كليوباترا، بل الأدهي من ذلك أنهم انضموا إلي جيش أوكتافيوس.
3_ سوء الموقع الذي اختاره أنطونيوس وكليوباترا حيث عسكرت قواته علي الساحل الغربي لبلاد اليونان، وهو موقع لم يكن منيعاً كما أنه جعل القوات مكشوفة من الغرب؛ وربما اختاره انطونيوس لسهولة الاتصال بالساحل المصري.

انتحار انطونيوس

في 31 يوليو من عام 30 ق.م وصل فرسان أوكتافيوس إلي الإسكندرية فقرر انطونيوس أن يتصدي لهم واستطاع التغلب عليهم، وفي اليوم التالي حشد قواته وأسطوله لكنهم خذلوه وانضموا إلي جيش أوكتافيوس فعاد إلي القصر وقد وصلته أنباء خاطئة تفيد بموت كليوباترا، فقرر أنه لا معني لبقائه حياً فأعطي سيفاً لخادمه وأمره أن يطعنه به لكن الخادم طعن نفسه وغرق في دمه، فما كان من أنطونيوس إلا أن تشجع والتقط الخنجر وطعن نفسه به لكن طعنته لم تكن نافذة، وفي ذلك الوقت وصلته رسالة من كليوباترا أنها تريد أن تراه فجاء إليه وهو يلتقط أنفاسه الأخيرة ومات بين ذراعيها.

انتحار كليوباترا

دخل أوكتافيوس إلي الإسكندرية وحاولت كليوباترا الإنتحار فامتنعت عن الأكل والشراب، لكن أوكتافيوس هددها بأنه سيقتل أولادها وقد فعل اوكتافيوس ذلك رغبة منه في عرض كليوباترا في موكب النصر في روما، فأيقنت كليوباترا أنه لن يسمح لها بالانتحار ولذلك وافقت علي أن تعرض في موكب النصر فخفف عنها الحراسة وسمح لها بزيارة قبر أنطونيوس.
وهناك ودعت أنطونيوس الوداع الأخير وذهبت إلي القصر وطلبت من أحد أتباعها أن يحضر لها حية، فأحضرها في سلة تين وضعتها كليوباترا علي ذراعها فلدغتها لدغة قاتلة ماتت علي إثرها في شهر أغسطس عام 30 ق.م بعد أن تركت لاوكتافيوس رسالة تطلب فيها أن تدفن بجانب أنطونيوس، وبموت كليوباترا انتهت فترة حكم البطالمة ودخلت مصر عصر جديد وهو العصر الروماني.

أعمال كليوباترا المعمارية

لا توجد أعمال إنشائية كثيرة لكليوباترا بسبب الظروف والقلاقل التي سادت عصرها، لكن علي الرغم من ذلك توجد بعض الآثار التي تحمل اسمها ومن أهمها:
1_ معبد دندرة الذي بدأت في زخرفة جدرانه حيث نجد صورتها وابنها قيصرون علي الجدار الجنوبي للمعبد من الخارج.
2_ كما تم في عهدها بناء مقصورة استراحة للمركب في معبد جب في قفط.
3_ بناء وزخرفة بيت الولادة (الماميزي) في معبد أرمنت.
4_ لوحة بمتحف اللوفر تحمل اسم كليوباترا السابعة.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات